كل منا يرغب في إحراز النجاحات، على مستوى الفرد والأسر والمجتمعات. ومن أهم هذه النجاحات أن ننجح في أعمالنا التي هي مظهر من أعظم مظاهر حياتنا، وواجب ورسالة من أعظم رسالات الحياة. وللنجاح طريق.. ومن أهم معالم هذا الطريق الإدارة الناجحة . فنجاح الفرد وراءه إدارة ناجحة لذاته، ونجاح الأسرة خلفه قائد ومدير لها ناجح. ونجاح المؤسسة وراءه إدارة ناجحة، لذا أردت أن أضع أمامكم نمطين من الإدارة، وفيما يلي بيان ذلك:
المدير الناجح يسعى لتثبيت أقدام مؤسسته وتقويتها.. والمدير الفاشل يسعى لتثبيت قدمه في منصبه وتقوية مكانته.
المدير الناجح يحترم آدمية الموظف وإنسانيته.. والمدير الفاشل لا يعترف بآدمية الناس ولا يراعى إنسانيتهم.
المدير الناجح يقول: "أنا أعتقد كذا... فما رأيكم؟" والمدير الفاشل يقول: "أنا قررت كذا.. فنفذوا".
المدير الناجح يُرقّي من يتقن عمله ويتفانى فيه، والمديرالفاشل يرقّي من يتقن مدحه .
المديرالناجح يثق بالأفراد الأكْفَاء والعاملين معه، والمدير الفاشل لا يثق إلابنفسه.
المدير الناجح يتحدث معك بصدق وصراحة ولباقة ولياقة وذوق، أما المديرالفاشل فيتحدث معك بكذب وخبث وبغلظة وفظاظة !!
المدير الناجح يسمح لك بأن تطالبه بحقك، وإذا اختلف معك يسر لك الطريق لرفع شكواك لمسؤول أكبر منه دون أن يتحداك، حتى يتيح لك فرصة لأخذ حقك والحصول عليه، وهو إذ يفعل ذلك يدرك أنه ربما يكون على خطأ، فلعل الصواب يأتي من غيره، أما المدير الفاشل فلا يسمح لك بأن تشكوه لمسؤوله حتى وإن كان معك الحق، وإذا فعلت ذلك تحداك وحاربك.. هو يسمح فقط بأن تمتدحه، وتثني عليه، حتى وإن كانت مواضع المدح والثناء ليست فيه.
المدير الناجح يبادرك بالتحية عندما يراك، فيلقي عليك السلام مثلاً، ثم يقول لك: حمداً لله على سلامتك، أو ما شابه ذلك من صور التحية. والمديرالفاشل بمجرد أن يراك ينتظر أن تبدأه أنت بالتحية، وإن تكلم قال لك: "أنت جئت؟".
المدير الناجح يسارع في تهنئتك بالأعياد والمناسبات، ويحرص على أن يسبقك في ذلك.. والمدير الفاشل ينتظر منك أنت أن تهنئه، فإذا فاتك ذلك حاسبك، فهوحريص على أن يكدر سعادتك حتى في الأعياد والمناسبات والأوقات السعيدة.
المديرالناجح يثير تفكيرك، ويشحذ همتك، ويشجعك على الابتكار والإبداع والتجديد. والمديرالفاشل يثير أعصابك، ويثبط همتك، ويجبرك على النمطية والتقليد الأعمى والجمود
المدير الناجح يناقشك بالحوار، ويسمح لك بأن تناقشه بصوتك وفكرك،والمدير الفاشل يناقشك بالسوط، ولا يسمح لك أن تناقشه، لأنه يعتقد أنه لا جدوى من رأيك، فهو العلاَّمة "أبو العُرِّيف" الذي لن تباريه في الفكر والتفكير والعقل والتدبير.
المديرالناجح يرغب في أن تقول له: "أنا أقترح". أما المدير الفاشل فيرغب في أن تقول له: "أنا أؤيدك.. وبالروح وبالدم أفديك".
المدير الناجح يتحكم في نفسه وأعصابه عندما تختلف معه و تهاجمه. والمدير الفاشل يحاول أن يتحكم في رزقك وعنقك إن أنت فكرت في الاختلاف معه.
المدير الناجح شغوف بالإنصات إلى رأيك في تطوير العمل، والمدير الفاشل شغوف بالاستماع إلى ثنائك عليه والتسبيح بحمده !! أستغفر الله.
المديرالناجح يتخذ القرارات بسرعة بعد تفكير، والمدير الفاشل يتخذ القرارات ببطء قبل التفكير، ويتراجع عن القرارات بسرعة دون تفكير.
المديرالناجح يطور أفكارك وينسبها لك.. والمدير الفاشل يسرق أفكارك وينسبها إلى نفسه.
المدير الناجح يراقب العمل ويتابعك، والمدير الفاشل لا يعبأ بسيرالعمل.
المدير الناجح يفضل أن يشيد بجهودك ويمدحك أمام الآخرين،ليشجعهم على التفاني والإتقان، والمدير الفاشل يفضل أن تمدحه أنت أمام الآخرين، حتى تنتقل إليهم العدوى.
المدير الناجح يشعرك بأن يومك سعيد، والمدير الفاشل ينقلك من يوم مر إلى يوم أمرَّ.
المدير الناجح يراعي حالتك النفسية، والمديرالفاشل يعاملك حسب حالته المزاجية.
المدير الناجح يعتبر نفسه مسؤولاً عن أعمال المؤسسة وعمالها في جميع أحوالها، سواء في حالة النجاح أو الفشل. أما المديرالفاشل فيعتبر نفسه سبب النجاح، ومن معه سبب الفشل.
المدير الناجح يعتبر عمله متعة ورسالة، والمدير الفاشل يعتبر عمله ثقلاً ورئاسة وزعامة.
المدير الناجح يعمل وينجز بنجاح تحت ضغط الوقت، والمدير الفاشل يستسلم للظروف فييأس ويقعد.
المدير الناجح يحسن التوكل على الله والاستعانة به واستخارته سبحانه وتعالى، عملاً بقوله تعالى: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا.
والمدير الفاشل لا يحسن التوكل على الله ولا يعترف بالاستخارة، ولايحسن الاختيار.
المدير الناجح قادر على أن يقود الأفراد إلى إنجاز العمل في وقته المحدود وبالكفاءة المطلوبة، ومنهجه في ذلك: "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد"، و"إنالله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، والفاشل لا يستطيع إنجاز العمل في وقته بإتقان، فإما أن يؤجل ويسوف، وإما أن يأتي العمل ضعيفاً هزيلاً، وشعاره حينئذ: "ليس في الإمكان أفضل مما كان".
المدير الناجح صاحب رأي واضح فيما يُطرح عليه من أمور، والفاشل رأيه ضبابيّ غير واضح، وهلامي لا تستطيع أن تقف على رأيه بشكل محدد.
المدير الناجح لديه مرونة في التعامل مع الأفراد والمواقف، ومع ذلك فهو يسير نحو تحقيق الهدف دون انحراف عن طريقه، أما الفاشل فلا يعترف بالمرونة، وإذا أخذ بها وحاول ممارستها ضاع منه الهدف، وانحرف عن طريق تحقيقه.
المدير الناجح ذو أفق واسع، وينظر لكل موقف من جميع الجوانب والزوايا، وبمعنى آخر يلتقط صورة عامة للمشهد قبل أن يدخل في تفاصيله، والفاشل ينظر إلى جانب واحد من الموقف أو الظاهرة فيحجب عنه بقية الجوانب، أو تشغله التفاصيل وتغرقه، فتضيع منه الأساسيات وشمولية الصورة.
المدير الناجح يفوض أفراده، لتدريبهم وتنمية قدراتهم، وتكوين كوادر قيادية بالمؤسسة، ولعلاج مشكلة ضيق الوقت وتعطل المصالح، أما المدير الفاشل فلا يسمح بإنجاز أي عمل، صغيراً كان أم كبيراً، إلا بإذنه وتحت عينيه.
المديرالناجح عينه على كل مجالات الإدارة، يهتم بها اهتماماً متوازناً، أما المدير الفاشل فيركز على جانب أو بعض الجوانب دون الاهتمام بالجوانب الأخرى.
المدير الناجح قادر على رصد المواهب والكفاءات ويحسن استثمارها، والفاشل ليست لديه هذه القدرة.
المدير الناجح يرتاح إلى ظهور الحق حتى إن كان على لسان مخالفيه،والفاشل يحرص على أن يُثبت أنه على حق، ومن خالفه على باطل وخطأ.
المديرالناجح لديه الشجاعة لنقد ذاته، والفاشل لا يقدر على نقد نفسه ذاتياً.
المديرالناجح يُثبت التوجيهات الشفهية كتابة، ويسجلها قدر الإمكان بدقة، وخاصة مع من ينسون أو يتناسون من الأفراد. والفاشل توجيهاته غير محددة، وغير دقيقة، ويكتفي بها شفاهة.
المدير الناجح يطبق اللوائح مراعياً أن تحقق روحها، ويلزم نفسه بهاقبل الآخرين، والفاشل يطبقها على غيره دون أن يلزم نفسه تطبيقها.
المديرالناجح يملؤه الأمل والتفاؤل. والفاشل يُغرق نفسه في اليأس والإحباطوالتشاؤم.
المدير الناجح صادق في وعده، وفيّ بعهده، والفاشل مُخلف لوعده،ناقض لعهده.
المدير الناجح منضبط في سلوكه ووقته، والفاشل غير منضبط في سلوكه ووقته، ويطالب الآخرين بالانضباط.
المدير الناجح مُعتدل في كل تصرفاته، دون إفراط ولا تفريط، والفاشل إما أن يُقصّر وإما أن يغالي.
المديرالناجح ثقافته العامة واسعة، والفاشل لا يكترث بتنمية ذاته ثقافياً.
المدير الناجح يحرص على تنمية مهاراته في الإلقاء والتفاوض والإقناع، والفاشل ضعيف في هذه المهارات، وغيرحريص على تنميتها لديه.
المدير الناجح حريص على فهم أنماط شخصيات الأفراد،ومعرفة مفتاح شخصية كل فرد. والفاشل يتعامل مع جميع الأفراد وعلى أنهم نمط واحد.
المدير الناجح هو الحريص دائماً على غرس الإخلاص في نفوس مرؤوسيه، لأن الإخلاص هو الدينامو الذي يحركهم ذاتياً نحو التفاني في إتقانه، والفاشل يعتمد على إرهاب الأفراد .
المدير الناجح يهتم بإكساب أفراده القدرة على حل المشكلة. والفاشل لا يعبأ بذلك.
المدير الناجح لا ينكر أنه وجَّه أفراده وألقى عليهم تعليمات عندما يترتب عليها ضرر، والمدير الفاشل ينكر توجيهاته السابقة إذا ترتب عليها ضرر.
المدير الناجح يُشعر من يعملون معه بقيمتهم، ويثمن جهودهم ويحفزهم، والمدير الفاشل لا يقدر الأفراد العاملين معه.
المدير الناجح يبدأ من حيث انتهى الآخرون وليس من الصفر، فلا يتخذ قراراً مضاداً لقرار المدير السابق، بهدف الاختلاف معه، بل لتصحيح المسار، والمدير الفاشل يجعل اتخاذ القرارات المضادة للإدارة السابقة هدفاً في حد ذاته.
المدير الناجح لايتخذ قراراً إلا بعد اكتمال قاعدة المعلومات والبيانات المرتبطة بهذا القرار، والمدير الفاشل يتسرع في اتخاذ القرار دون اطلاعه على المعلومات والبيانات.
المدير الناجح لا تشغله الوسائل عن الأهداف مادامت هذه الوسائل مشروعة، أما المدير الفاشل فينشغل بالوسائل عن الأهداف والغايات.
المديرالناجح يقوم بدور قائد "الأوركسترا"، فهو يشرك جميع أعضاء الفريق في العمل، مع الحرص على إحداث التناغم والانسجام بينهم، تماماً كالانسجام بين العازفين، كي يُنجح سيمفونية العمل. والمدير الفاشل ربما حرّك جميع الأعضاء لكن دون انسجام، فيحدثون صوتاً نشازاً لدى المستمعين.
المدير الناجح طيب القلب متسامح، والمدير الفاشل خبيث القلب خصيم مبين، فاجر في الخصام.
المدير الناجح يبغض الوشاية؛ فلا يقولها ولا يسمعها، والمدير الفاشل شغوف بها قولاًواستماعاً.
المدير الناجح معتز بنفسه، دون غرور ولا تكبر، والمدير الفاشل مغرور أو مُهين لنفسه.
المدير الناجح حريص على معرفة رد فعل قرارات الإدارة على الأفراد، والمدير الفاشل يصدر القرارات ولا تهمه انعكاساتها على الأفراد.
المدير الناجح ييسر قنوات الاتصال به قدر الإمكان، والمدير الفاشل يسد هذه القنوات أو يعوقها.
المدير الناجح يشجع المرؤوسين على ممارسة الصلاحيات وتحمل المسؤوليات، والمدير الفاشل يُقَزِّم صلاحياتهم، ويورِّم مسؤولياتهم.
المديرالناجح حازم في غير قسوة، لين في غير تسيب، والمدير الفاشل ربما يكون قاسياً، وربما يكون فوضوياً.
المديرالناجح شجاع في حواره مع رؤسائه في حكمة وذوق وأدب،والمديرالفاشل لا يجرؤ أن يصارح رؤساءه حتى وإن أخطأوا، وربما إذا صارحهم جرحهم.
المدير الناجح معتدل مزاجه، والمدير الفاشل إما أنه مُسرف في مزاحه إلى درجة الإسفاف، وإما أنه كئيب نكد لا يبتسم.
المدير الناجح حريص على حسم الخلاف إذا نشب بين اثنين من مرؤوسيه، مع تحكيم العدل والإنصاف والإحسان، والمديرالفاشل لا يكترث بسوء العلاقة بين مرؤوسيه.
المدير الناجح حريص على إيجاد مجال للتنافس الشريف بين الأفراد، والمدير الفاشل لا يعبأ بذلك.
المديرالناجح مقتصد في نقد الآخرين. والمدير الفاشل مسرف في نقد الآخرين.
المدير الناجح حريص على رفع الروح المعنوية لدى المرؤوسين، والمدير الفاشل غير مهتم بذلك.
المدير الناجح لديه مرونة في تغيير أو تطوير أي جزء من منظومة الإدارة إذا ما كان ذلك في مصلحة العمل، ويحرص على إقناع الأفراد والمعنيين قبل التغيير. والمدير الفاشل ليست لديه مرونة من ذلك، وربما إذا غير في المنظومة فعل ذلك دون إقناع الأفراد وتهيئتهم.
المدير الناجح قادر على استشراف المستقبل والاستعداد له، والمدير الفاشل ينظر تحت قدميه ولا يستشرف المستقبل